Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Association Initiatives - جمعـــــــية مــــبادرات
3 août 2008

Le crime était commis

الجريمة كانت قائمة بغياب قانون حمائي للموقع

Untitled_1_copy

من فسحة خضراء استثنائية وسط سلسلة الشواطئ المعرضة للتعمير بين أزلا ومارتيل، تحولت كدية الطيفور بغتة، في أقل من 24 ساعة، إلى مشهد حزين أسود. تلك كانت نتيجة الحريق الذي اغتال الموقع بين زوال يوم الجمعة فاتح غشت وزوال السبت 02 غشت 2008.

من سفح الجبل، بمحاذاة البنايات الزاحفة، إلى قمته، ذات علو يصل إلى 332 متر، تحول مجمل غابة الجهة الجنوبية التابعة لبلدية مارتيل إلى مساحة من الفحم. الساكنة ومصطافي مارتيل والمضيق والفنيدق أعطوا ظهورهم للمهرجانات التسويقية التي تعج بها الشواطئ طيلة ليلة فاتح غشت، لتأمل ألسنة النيران المتعالية بفعل رياح غربية قوية. كانت السماء رمادية حمراء بفعل انعكاس أشعة النيران على طبقة الدخان الكثيف.  في الصباح الموالي، كانت المصيبة تعم المكان تحت الضجيج المتواصل للطائرات التي كانت تصب مياهها المالحة وموادها فوق البؤر العنيدة.

الأخبار الرسمية تحدثت عن 230 هكتار من الأراضي الغابوية المحروقة. يعني هذا بأن كدية الطيفور خسرت نصف غطائها النباتي، على اعتبار أن المساحة الغابوية العامة للموقع لا تتجاوز 500 هكتار.

يتشكل هذا الغطاء النباتي من أشجار صنوبر حلب ومن الأحراش المتوسطية للعرعار البربري، وهي أشجار وأحراش ذات قابلية كبيرة للاحتراق. خطوط وقف النيران المضوعة حسب نموذج طولي يرتكز على الاتساع والصيانة كانت دون جدوى أمام الزحف الجهنمي والمتعدد الجبهات لألسنة النيران. إحدى طالباتي، س. عين الدردارة، كتبت سنة 2006 في بحث إجازتها حول كدية الطيفور تقول بأن الموقع "ذو حساسية كبرى للحرائق لأن كل عناصر النار متوفرة"، فالموقع "كتلة سريعة الالتهاب معرضة لخطر التحول بين عشية وضحاها إلى مشهد متصحر". لنذكر، "ما دامت الذكرى تنفع المؤمنين"، بأن كدية الطيفور ليست مجرد "منطقة غابوية" كما رددت ذلك قصاصات أخبار وكالة المغرب العربي ومختلف وسائل الإعلام الوطنية. كدية الطيفور "موقع ذو أهمية بيولوجية وإيكولوجية" كما حددها الخطط الوطني المديري للمناطق المحمية. وهي أيضا موضوع حوار محلي كبير بين المجتمع المدني والسلطات والمضاربين. هذا الطرف الأخير لا يريد الاكتفاء بالسفوح بل يحلم بتحويل المرتفعات إلى كتلة إسمنتية. الحريق الحالي هو بمثابة فرصة مواتية لتحقيق هذه الأحلام المضارباتية.

على النقيض من ذلك، تطالب الجمعيات المحلية، "مبادرات" على الخصوص، بحماية وتثمين الموقع عبر خلق منتزه حضري أخضر. بالنسبة للجمعيات ومعها كل المدافعين عن مشروع تنمية سياحية مستدامة، يشكل الحريق الحالي كابوسا حقيقيا.

بين كوابيس هؤلاء وأحلام أولئك، تسعى السلطات اليوم للبحث عن سبب هذه الكارثة. لا يسعنا إلا أن نهمس في آذان من هم قادرون على الإنصات: "استيقظوا، فالجريمة كانت قائمة بغياب قانون حمائي للموقع". إذا كان الجميع متفق اليوم بأن الخسارة ضخمة، فواجبنا هو اتخاذ قرار سريع لإعادة الاخضرار للموقع. لقد خسرنا غابة اصطناعية شديدة الالتهاب، لكن لا زال في موسوعنا استعادة الغابة الطبيعية المتميزة بممانعتها المرنة.

لحسن التايقي

الكاتب العام لجمعية مبادرات

Pour plus de détails sur le site, voir catégorie : campagne de plaidoyer

Lire l'article du jour dans libération :  le brasier de Koudiat Taifour

 Photo_009 Photo_007Photo_013

 

Publicité
Commentaires
Publicité
Newsletter
Association Initiatives - جمعـــــــية مــــبادرات
Publicité